كيف غيرت الفياجرا مفهوم الرجولة: من علاج طبي إلى رمز للفحولة

    نهائي دوري أبطال أوروبا 1999: ملحمة كروية لا تُنسى

في يوم 26 مايو من سنة  1999، شهدت كرة القدم العالمية والأوروبية واحدة من أعظم اللحظات في تاريخها. في هذا اليوم، عاش عشاق فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي مباراة لا يمكن أبدا أن ينسوها، عندما واجه فريقهم بايرن ميونخ الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا 1998-1999، في مباراة أجريت على أرضية ملعب الأحلام "كامب نو" بمدينة برشلونة.

 مانشستر يونايتد أبرز التوقعات قبل النهائي

في موسم 1998-1999، لم يكن الفريق الأحمر لمدينة مانشستر، المرشح الأبرز للفوز بدوري أبطال أوروبا، فقد كانت هناك فرق أخرى أوروبية عملاقة، مثل ريال مدريد حامل اللقب، ويوفنتوس، وبرشلونة وبايرن ميونخ، تأهل مانشستر يونايتد إلى البطولة عبر التصفيات التمهيدية، بعد أن انتصر على فريق لودز البولندي، وفي دور المجموعات، وجد الفريق نفسه في مجموعة الموت ضمت بايرن ميونخ، برشلونة، وبروندبي.

رغم قوة فرق المجموعة، تمكن مانشستر يونايتد من تحقيق نتائج مبهرة وتجاوز برشلونة في مفاجأة مدوية، واحتل   المركز الثاني خلف بايرن ميونخ، وبالتالي تأهل إلى دوار خروج المغلوب.

 مانشستر يونايتد وطريق النهائي

في دور الربع النهائي، اصطدم مانشستر يونايتد بفريق إنتر ميلان الإيطالي الذي كان يضم نجومًا كبار أهمهم رونالدو  دي ليما البرازيلي. تمكن يونايتد من تجاوز هذا الاختبار بنجاح  ليصل إلى دور نصف النهائي، حيث واجه فريق عريق إيطالي اخر، هو المرأة العجوز ( يوفنتوس)، الذي كان يعد حينها أحد أفضل أندية أوروبا.

مباراة النصف النهائي ضد يوفنتوس

انتصر مانشستر يونايتد على يوفنتوس في نصف نهائي عصبة الابطال سنة 1999 

مباراة الذهاب في قلعة (الأولد ترافورد) انتهت بالتعادل الايجابي 1-1، وكان هدف الفريق الايطالي من توقيع الأسطورة أنطونيو كونتي. أما في مباراة العودة، فقد تقدم يوفنتوس بهدفين في وقت مبكر مما جعل الكل يعتقد أن المباراة حسمت مبكرا، لكن مانشستر يونايتد أظهر قتالية وشجاعة غير عادية وعاد من بعيد ليحقق الانتصار بحصة 3-2، ليتأهل إلى النهائي بطريقة مثيرة، كانت بداية فقط لما هو قادم.

 نهائي دوري أبطال أوروبا 1999

في مباراة النهائي التي أقيمت في ملعب "كامب نو" معقل البلوغرانا، امتلأت جميع المدرجات بمشجعي مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ.

تشكيلة مانشستر يونايتد 1999

تشكيلة مانشستر يونايتد في نهائي عصبة الأبطال سنة 1999

  تشكيلة مانشستر يونايتد في النهائي  كانت تضم العديد من النجوم الذين كان لهم دور حاسم في هذه المبارة، في حراسة العرين كان الحارس العملاق بيتر شمايكل، وفي الدفاع، كان يتواجد كل من ياب ستام، جاري نيفيل، ودينيس إيروين. في خط الوسط، برز ديفيد بيكهام بأدائه الرائع وعرضياته الدقيقة. في خط الهجوم، تميز كل من دوايت يورك وأندي كول، إلى جانب  شيرينجهام وسولسكاير كان لهم الدور الأبرز في هذه المقابلة .

 تشكيلة بايرن ميونخ 1999

تشكيلة  فريق بارين ميونيخ في نهائي عصبة الابطال سنة 1999

أما تشكيلة العملاق البافاري، فقد كانت تضم العديد أيضًا من الأسماء اللامعة في عالم المستديرة مثل حارس المرمى الأسطوري أوليفر كان، والمدافع الصلب لوثار ماتيوس، وستيفان إيفنبرغ في خط الوسط.   

بدايات المعركة 

 بايرن ميونخ بدأ المباراة بقوة، حيث تمكن من تسجيل هدف مبكر، كان من توقيع اللاعب الألماني ماريو باسلر في الدقيقة السادسة، من ركلة حرة مباشرة متقنة، ليضع الفريق الألماني في المقدمة. سيطر بايرن واسحود على أطوار المباراة، وبدت الأمور وكأنها تسير  بسلاسة نحو فوز الفريق الألماني باللقب، خاصة مع غياب اللاعبين روي كين وبول سكولز عن مانشستر يونايتد بسبب الإيقاف.

 تغيرات فيرجسون وقلب مجرى المباراة

رغم جميع الصعوبات، كان لدى المدرب السير أليكس فيرجسون إيمان حقيقي وعميق بقدرة فريقه على العودة في المباراة، وفي الجولة الثانة، أجرى تغييرات حاسمة بإدخال أولي جونار سولسكاير وتيدي شيرينجهام . وبينما كان جميع من يشاهد المبارة  سواء في الملعب و على شاشات التلفاز، يعتقد بدون أدنى شك أن بايرن ميونخ اقترب من التتويج، حدث ما لم يكن في الحسبان.

 اللحظات الفارقة: الانقلاب في الوقت القاتل

تسديدة سولسكاير  في  اتجاه مرمى شميكل  ليحرز هدف الفوز القاتل.

 فبعد انتهاء الوقت الأصلي للمقابلة، وفي الدقيقة 91 بالضبط، حصل مانشستر يونايتد على ركلة ركنية صعد خلالها، الحارس بيتر شمايكل إلى منطقة جزاء بايرن في محاولة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. بعد فوضى عارمة داخل منطقة الجزاء، وصلت الكرة إلى رجل اللاعب شيرينجهام الذي صوبها مباشرة في شباك أوليفر كان، ليعادل النتيجة. قبل أن يسترجع بايرن أنفاسه، حصل مانشستر يونايتد على ضربة ركنية أخرى بعد أقل من دقيقة من هدف التعادل، نفذ النجم ديفيد بيكهام الركنية لتصل إلى القناص سولسكاير الذي سدد الكرة في المرمى ليحرز هدف الفوز القاتل.

 مانشستر يونايتد بطل دوري أبطال أوروبا 1999

بذلك الانتصار المذهل في الأوقات الحرجة من المواجهة، توج اليونايتد بلقب ثمين لدوري أبطال أوروبا  موسم  1998-1999، ليحقق الثلاثية التاريخية بفوزه بالدوري الإنجليزي  ( Premier League)،  وكأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري أبطال أروبا. هذه اللحظة التاريخية، جعلت من السير أليكس فيرجسون أسطورة تدريبية، وخلدت أسماء اللاعبين الذين شاركوا في تلك الملحمة.

 الدراما التي لن تُنسى

مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا 1998-1999 ستظل واحدًا من أعظم النهائيات في تاريخ كرة القدم وخاصة في دوري أبطال أروبا. اللحظات الأخيرة  من المواجهة كانت تجسيدًا للروح القتالية وعدم الاستسلام، وهي الروح التي كانت تميّز فريق الشياطين الحمر مانشستر يونايتد، تحت قيادة السير فيرجسون. كانت هذه الملحمة الكروية درسًا مهما في الإيمان بقدرة الفريق على تغيير الواقع حتى في أصعب اللحظات.

اليوم، وبعد مرور أزيد  من عشرين سنة على تلك المواجهة التاريخية، لا يزال عشاق كرة القدم في العالم أجمع يتحدثون عنها، وكأنها حدثت بالأمس القريب، تلك الليلة التي شهدت رفع الكأس ذات الأدنين من طرف مانشستر يونايتد بطلًا لدوري أبطال أوروبا 1999 لا تزال محفورة في ذاكرة جمهور النادي الأحمر، وفي تاريخ اللعبة كواحدة من أكثر المباريات أهمية وإثارة.

تعديل المقال