الادمان على الهاتف النقال أصبح من المشاكل المهمة التي تواجه مجتمعاتنا |
إدمان
الهواتف الذكية أصبح من أبرز المشاكل التي تواجه مجتمعنا المعاصر، خصوصا بعد
انتشار التكنولوجيا الحديثة واعتماد
الكثير من الناس عليها في أنشطتهم اليومية، بالرغم من أن الهواتف الذكية تقدم لنا الكثير
من المزايا التي تصبح معها حياتنا سهلة ومريحة، إلا أن الاستعمال المفرط لها قد يخلف
أضرارا جسيمة على الصحة النفسية والجسدية،
بل من الممكن أن يتحول إلى إدمان من الصعب التشافي منه، في هذه المقالة سنتناول
بالتفصيل أسباب الإدمان على الهاتف، أعراض إدمان الهاتف، أضرار إدمان الهواتف
الذكية على الصحة، بالإضافة إلى حلول الإدمان على الهاتف وكيفية التعامل مع هذه
الظاهرة التي باتت تؤرق الكثير من الناس حول العالم.
أسباب الإدمان على الهاتف الذكي
أسباب عديدة
تجعل الأفراد، وخاصة المراهقين والشباب، يسقطون في فخ إدمان الهواتف الذكية. من أهم
هذه الأسباب:
التفاعل الاجتماعي الفوري
منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام، وفيسبوك، تويتر، وتطبيقات المراسلة الفورية مثل تيليغرام وواتساب، تجعل الأفراد في تفاعل دائم مع الآخرين، هذا التفاعل الفوري يجعل المستخدمين يشعرون بالرغبة المستمرة في التواصل، مما يؤدي بشكل تدريجي إلى إدمانهم على استخدام الهاتف.
الوصول المستمر إلى المعلومات
تمكنا بفضل الهواتف
الذكية من الوصول إلى أي معلومة في أي وقت، مما جعل المعلومات ميسرة، وفي متناول اليد على
مدار الساعة، مما يعزز من رغبة المستخدمين
للهاتف الذكي بشكل متكرر للحصول على المستجد، من المعلومات، واخر الاخبار و
التحديثات.
الحاجة الى البقاء متصلاً
يحس بعض الناس بأنهم بحاجة
للبقاء على تواصل مستمر مع العالم الخارجي، إما عن طريق الأخبار أو شبكات التواصل
أو الاشعارات، مما يحفز على استخدام الهاتف الذكي بشكل دائم.
الترفيه والتسلية
تقدم الهواتف الذكية باقة متنوعة من الألعاب والتطبيقات التي تشكل
مصدرًا للترفيه، وهو ما يجعل الأفراد يقضون ساعات طوال في اللعب و التسلية فيها،
مما يضاعف من احتمالية الوقوع في فخ الإدمان.
أضرار إدمان الهواتف الذكية
الاستعمال
المفرط للهواتف الذكية يسبب الكثير من الأضرار النفسية والجسدية، التي تؤثر بشكل سلبي
على حياة المستخدمين.
الأضرار الجسدية:
آلام العمود الفقري والرقبة
الجلوس لمدد طويلة أو لساعات في وضع الانحناء أمام الشاشة، من الممكن أن يسبب
آلامًا حادة في الظهر والرقبة، كما أن الانحناء المستمر يعرض العمود الفقري لعدة مشاكل
صحية مثل تقلص العضلات والانزلاق الغضروفي.
متلازمة النفق الرسغي
الاستعمال المبالغ فيه للهواتف
الذكية، يؤدي إلى زيادة الضغط على العصب المتوسط في اليد، مما يسبب آلام وتنمل في
اليدين والذراعين، وهو ما يعرف بمتلازمة النفق الرسغي.
قلة النشاط البدني وزيادة الوزن
الجلوس أمام الهاتف
الذكي لساعات كل يوم يعني قلة الحركة
والنشاط البدني، وهو ما يسبب في الغالب زيادة في الوزن، ومشاكل صحية عديدة مرتبطة بالسمنة.
الإجهاد البصري
استعمال
الهواتف الذكية كل يوم لساعات يؤدي إلى إجهاد العين، بالخصوص عند استخدام الهاتف
في الظلام. الضوء الأزرق الذي ينبعث من شاشة الهاتف، يمكن أن يسبب تهج في العيون واضطرابات في النوم، كما يؤدي الى
الشعور بالإرهاق.
الأضرار العاطفية و النفسية:
العزلة الاجتماعية
لعل الهدف من الهواتف الذكية هو ربط
الناس، إلا أن الاستخدام المبالغ فيه، قد يؤدي إلى جعل الشخص منعزل اجتماعيا، بحيث يتجاهل التفاعل المباشر
مع الناس الاخرين في الحياة الواقعية ويفضل البقاء في عالمه الافتراضي، مما يفاقم
شعوره بالوحدة والعزلة.
الاكتئاب والقلق
الغلو في استخدام الهاتف الذكي، خاصة مواقع التواصل
الاجتماعي، يعزز الشعور بالاكتئاب والقلق، يجنح الناس إلى وضع مقارنة بين حياتهم وحياة الآخرين التي يتابعونها عبر شبكات التواصل
الاجتماعي، مما يسبب شعورًا بالتوتر الدائم والضغط، وقد يؤدي إلى الاكتئاب كنتيجة الاحساس
بعدم الرضا على حياتهم.
متلازمة النوموفوبيا
تعد
"النوموفوبيا" أو الهلع من فقدان الهاتف الذكي إحدى أهم الظواهر السيكولوجية
المرتبطة بالإدمان على الهاتف المحمول للمراهقين والكبار على حد سواء، يعاني الأشخاص
من القلق والتوتر عندما لا يكون الهاتف في متناول يدهم، مما يضاعف من التعلق غير
الصحي به.
أعراض إدمان الهاتف
عدة
أعراض تشير إلى أن الشخص قد يكون مدمنًا على استخدام الهاتف الذكي:
- الاهتمام الكبير بالمحتوى الرقمي وعدم القدرة على التركيز في الأنشطة
اليومية.
- الفحص المستمر للرسائل والإشعارات حتى في الأوقات غير المناسبة لذلك.
- القلق المفرط عند
فقدان الهاتف الذكي أو عدم القدرة على استعماله.
- الأثر السلبي الملموس على الحياة الاجتماعية للشخص، نتيجة الاستعمال الغير
عقلاني للهاتف.
- إفناء ساعات طويلة
على الهاتف دون إحساس بالوقت، مما يؤدي إلى إهمال العمل أو الدراسة.
حلول للتخلص من الإدمان على الهاتف الذكي
هناك
عدة استراتيجيات لحسن الحظ، يمكن تطبيقها للتخفيف تدريجيا من إدمان الهواتف الذكية
وتحسين جودة الحياة اليومية:
وضع مدد زمنية للاستخدام
يمكن وضع وقت محدد يوميًا لاستعمال الهاتف، وتساعد بعض تطبيقات في
مراقبة المدة الذي يقضيها الشخص أمام شاشة الهاتف و تشعره بذلك، كما هنالك برامج تقيد
الوصول إلى بعض التطبيقات.
وضع الهاتف بعيدًا متناول اليد
وضع الهاتف في أمكنة بعيدة عن مجال الرؤية أثناء القيام بالأنشطة اليومية، يساعد على تقليل الاغراء لتفحصه بشكل مستمر.
عدم وضع الهاتف بجوار سرير النوم
ينصح بإبقاء الهاتف
بعيدًا عن السرير لتجنب استعماله قبل النوم مباشرة بالإضافة أن ذلك يؤدي إلى تحسين
جودة النوم.
تحديد أوقات لتفقد الإشعارات والبريد الإلكتروني
يمكن تخفيف الإجهاد الناتج عن تفحص
الهاتف الذكي بشكل دوري ودائم، عن طريق تحديد وقت مضبوط لتفقد البريد الإلكتروني
والإشعارات.
أخذ مدة للاستراحة الرقمية
من الأشياء المهمة اليوم أن يأخذ الشخص فترات استراحة من التكنولوجيا والهاتف
خصوصا، مثل عطلة رقمية لتقليل القلق والتوتر وإعادة التواصل مع العالم الحقيقي.