اكتشف كيف يهمش الموظف في بيئة العمل السامة؟

 

       كيف تؤثر بيئة العمل السامة على الأداء وعلى علاقة الموظف بالمدير؟

تعد بيئة العمل السامة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الموظفين في المؤسسات و الشركات في جل ميادين العمل، عندما يتحول مقر العمل إلى ساحة طافحة بالإجهاد والتوتر، بسبب تصرفات الرؤساء و المديرين السلبية، تصبح الروح المعنوية والانتاجية في أدنى معدلاتها، وتتمثل علامات تنفير الموظف في: ضغط المدير الغير المبرر على الموظف، وتهميش الموظفين المجتهدين، هذه تُعد أمثلة واضحة على التصرفات التي يمكن أن تدمر بيئة العمل وتجعلها متعبة.

كيف تؤثر بيئة العمل السامة على الأداء وعلاقة الموظف بالمدير؟

  علامات تنفير( تطفيش) الموظف

  تنفير أو تطفيش الموظف، هي سلوكيات و تصرفات ينهجها المديرين لدفع الموظفين لترك وظائفهم دون مواجهة مباشرة، من أهم هذه العلامات هو عدم الاعتراف بمجهودات الموظف، حيث يقصد المدير تجاهل إنجازات الموظف، أو يعتمد على تلك الإنجازات كوسيلة تسويقية لنفسه أمام رؤسائه. العلامة الثانية تتمثل في  زرع الفرقة بين الموظفين من طرف المدير  وبالتالي المساهمة في خلق بيئة عمل سامة، عن طريق  شعور بعض الموظفين بالتقدير المفرط، بينما يتم تجاهل الموظفين الاخرين رغم بذلهم لجهود مضنية.

تسليط المدير الضغط على الموظف، يعتبر من أكثر الوسائل المستخدمة لتنفير الموظفين. يقوم المدير بتكديس المهام على موظف ما، ويتجاهل تقديم أي توجيه أو دعم له، مما يجعل الموظف يحس بالتعب الشديد وعدم القدرة على تلبية التوقعات، وهذا الضغط المتواصل يؤدي إلى تراجع الأداء الوظيفي للموظف وإحساسه بعدم القدرة على الإنجاز، وهو ما يدفعه في النهاية للتفكير في مغادرة الوظيفة.

     تهميش الموظف المجد

أبرز السلوكيات التي تثير الغضب و الاستياء لدى الموظفين هي تهميش الموظف المجتهد
أبرز السلوكيات التي تثير الغضب و الاستياء لدى الموظفين هي تهميش الموظف المجتهد

من أبرز السلوكيات التي تثير الغضب و الاستياء لدى الموظفين هي تهميش الموظف المجتهد، فعوض أن يكون الاجتهاد في العمل سبيلا للتقدير والترقية، يعامل الموظف المثابر بعدم الاكتراث من الرئيس في العمل، قد يصل الى حد التهميش، مثل عدم اشراكه في الاجتماعات أو تجاهل اقتراحاته وآرائه، هذا الاستبعاد يولد لدى الموظف شعورًا بالإحباط ويؤدي إلى فقدانه الرغبة في العمل.

تتعاظم المشكلة عندما يتأكد الموظف من أن انجازاته تُنسب إلى مديره، أو  الأخطر هو أن يتم تهميشه لصالح موظفين أقل كفاءة، هذه السلوكيات تُعد علامات واضحة على بيئة عمل سامة، وتصبح العلاقات داخل العمل مشحونة بالعداوة و الضغط و التوتر.

 المدير الذي يعمل على التفريق بين الموظفين

المدير الذي يعمل على التفريق بين الموظفين يُعتبر أحد أهم مسببات البيئة السامة في العمل
عمل المدير على التفريق بين الموظفين يُعتبر أحد أهم مسببات البيئة السامة في العمل

       المدير الذي يعمل على التفريق بين الموظفين يُعتبر أحد أهم مسببات البيئة السامة في العمل، تفضيل بعض الموظفين على آخرين بدون سبب مبرر يؤدي إلى الشعور بعدم العدالة داخل فريق العمل، هذا التمييز يخلق جوًا من الانقسام والغيرة بين الموظفين، وبدلاً من العمل بشكل متكامل، يصبح كل شخص معنيًا بالدفاع عن نفسه أو الحرص على محاولة الحصول على رضا المدير بأي وسيلة ممكنة.

هذه التفرقة قد تتمثل في طرق متعددة مثل اظهار التقدير والدعم لبعض الموظفين وتجاهل الاخرين، أو منح الامتيازات مثل الأقسام العمل الجيدة أو الترقية أو زيادات في الاجر بناءً على معايير غير موضوعية. عندما يلحظ الموظفون أن المدير يتعمد التفريق بينهم، يقل منسوب الثقة بينهم وفي القيادة، ويصبح من الصعب تحقيق الانتاجية والتعاون.

  عقوبات تنفير (تطفيش) الموظف

  الكثير من الدول، تفرض في قوانين المتعلقة بالشغل عقوبات على المديرين الذين يتعمدون تنفير الموظفين ودفعهم الى الاستقالة من العمل، تشمل عقوبة تطفيش الموظف اتخاذ إجراءات إدارية  ضد المدير الذي يثبت أنه تسبب في استقالة موظف بسبب تصرفات غير مهنية، مثل التهميش أو التميز أو إعطائه الكثير من المهام فوق طاقته، في بعض الحالات، قد تصل هذه الإجراءات الى فصل المدير أو فرض غرامات مالية على المؤسسات التي تتجاهل هذه الممارسات.

بنود قوانين الشغل ترمي إلى حماية حقوق الموظف ومنع المديرين من التعسف في سلطتهم، أو دفع الموظفين  الى مغادرة وظائفهم، أو خلق بيئات عمل غير سليمة.  

تأثير المدير السيكوباثي على بيئة العمل

المدير السيكوباثي هو شخص يمتلك صفات مدمرة لبيئة العمل
المدير السيكوباثي يمتلك صفات مدمرة لبيئة العمل

المدير السيكوباثي (المضطرب عقليا) هو شخص يمتلك صفات مدمرة لبيئة العمل، مثل عدم الواقعية، و التلاعب، والتخويف، والقسوة، هذا النوع من المديرين يُعتبر خطيرًا جيدا لأنه يستعمل سلوكيات تحقيرية وعدوانية ضد موظفيه قصد التحكم بهم بشكل كامل، الموظفون الذين يعملون تحت إشراف مثل هذا النوع من الرؤساء غالبًا ما يعانون من ضغوط نفسية هائلة، ويحسون دائما بالخوف من الانتقاد أو حتى الفصل.

الدراسات العلمية تبين أن المدير السيكوباثي قد ينجح على المدى القصير في تحقيق الأهداف، لكنه يُدمّر تماما بيئة العمل على المدى البعيد، بيئة العمل السامة التي يخلقها تؤدي إلى تقهقر أداء الموظفين، وزيادة معدلات التغيب عن العمل، وقد تؤدي الى استقالات جماعية.

  عقوبة تغطرس المدير على الموظف

تطاول المدير على الموظف سواء كان جسديا أو لفظيا يصنف جريمة في كثير من البلدان، في حالة ثبوت هذا التجاوزات، قد يواجه المدير عقوبات تتراوح بين الغرامات المالية والفصل الفوري، وقد يصل الأمر ربما إلى اتخاذ إجراءات جنائية في الحالات القصوى، على الموظف أن يعرف أن سكوته تجاه مثل هذه التصرفات يوسع بيئة العمل السامة ويدفع المدير إلى التمادي في أفعاله.

  كيف تجعل مديرك يخشاك ؟

كيف تجعل مديرك يخشاك؟
كيف تجعل مديرك يخشاك بشكل قانوني؟

يسأل الموظفون أحيانا في مواجهة مدير سام : كيف تجعل مديرك يخاف منك؟ الجواب ليس في استخدام الأساليب العدوانية أو الخارجة عن القانون، بل في استعمال الحكمة والدكاء.

 أولاً، يجب على الموظف توثيق أي سلوكيات غير قانونية أو غير مهنية صادرة عن المدير، هذا التوثيق قد يكون عن طريق البريد الإلكتروني أو تسجيل المحادثات الرسمية، وهو ما يمكن استعماله كدليل للإثبات في حالة تقديم شكاية رسمية إلى قسم الموارد البشرية أو اللجوء إلى الإجراءات القانونية المعمول بها.

ثانيًا، الموظف الذي يعرف جيدا حقوقه وواجباته ويظهر الثقة في جدارته هو أكثر قدرة على التصدي لمديره. معرفة القوانين التي تحمي الموظف، وتقديم الشكايات بشكل رسمي يُعد مرحلة مهمة لجعل المدير يدرك أن تصرفاته الغير مهنية  قد تجعله في ورطة.

تعليقات