![]() |
أسباب الخيانة الزوجية في علم النفس |
الخيانة الزوجية تعتبر من
الظواهر المركبة، التي عمل علم النفس على محاولة فهم دوافعها وأسبابها، حيث تتعدد
أسباب الخيانة الزوجية من حالة إلى أخرى، وتتضمن أسبابًا شخصية خاصة بالشخص
المقترف لفعل الخيانة، وأسبابًا أخرى لها علاقة بطبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة.
في هذه المقالة، سنعمل على إبراز العوامل المؤثرة في فعل الخيانة الزوجية حسب علم
النفس، الفرق بين النساء والرجال في أسباب الخيانة، وأهم النصائح التي تساعد على
زيادة الإخلاص في العلاقة الزوجية.
أسباب الخيانة الزوجية من منظور علم النفس
يعد عدم الرضا الجنسي من أهم العوامل المؤثرة في ظاهرة
الخيانة الزوجية. عندما تكون العلاقة الجنسية غير مرضية، يتوجه أحد الزوجين للبحث
عن إشباع رغبته الجنسية خارج إطار العلاقة الزوجية، رغم كون العلاقة الزوجية تشهد
استقرارًا نسبيًا.
بالإضافة إلى الإشباع الجنسي، يُعتبر عدم الرضا العاطفي لأحد الزوجين
من الأسباب الرئيسية للخيانة. بعض الأزواج، خاصة بعد مرور سنوات من العلاقة، لا
يشعرون بالرضا العاطفي تجاه الشريك، مما يدفعهم للبحث عن شريك آخر للحصول على
الإشباع العاطفي.
إن الإحساس بالإهمال من الشريك داخل العلاقة الزوجية يؤدي غالبًا إلى
البحث عن شريك آخر خارج إطار الزواج. فهناك علاقة مباشرة بين قلة الاهتمام
والإهمال بين الزوجين والخيانة الزوجية.
العلاقة بين الإحساس بالحب والخيانة معقدة، ولكن على العموم، فقدان
الإحساس بالحب تجاه الشريك يؤدي إلى الخيانة، خصوصًا إذا اقترن ذلك بعدم قدرة
الزوجين على استعادة الحب بينهما.
قلة احترام الذات تدفع البعض للبحث خارج العلاقة الزوجية عن شريك من
أجل الإحساس بالاحترام ولإثبات أن الشخص لا يزال جذابًا. قد يرغب الشريك الخائن في
إقامة علاقات متعددة لإظهار أنه مرغوب فيه من الآخرين.
بعض الأزواج يميلون إلى إقامة تجارب جنسية جديدة، وقد تتضمن هذه
الرغبة ميولًا لا يمكن التعبير عنها مع الشريك الحالي، مما يدفع بعض الأزواج للبحث
عن شريك آخر يلبي ميولهم الجنسية.
في بعض الحالات، يكون الانتقام هو سبب الخيانة الزوجية ضد الشريك الذي
سبق وأهان أو أذل الشخص المبادر للخيانة بدافع الانتقام. هذا النوع من الخيانة
يُعتبر استجابة فورية للغضب.
خاصة عند النساء والرجال في منتصف العمر، تكون الخيانة بدافع إثبات
أنهم لا يزالون محط الأنظار وجذابين. مثلًا، قد يربط الرجل علاقة مع امرأة أصغر
سنًا ليظهر أنه لا يزال مثيرًا للإعجاب.
من الممكن أن تكون الخيانة الزوجية نتيجة عوامل الضغط والتوتر. على
سبيل المثال، قد يحدث الوقوع في علاقة خارج إطار الزواج بسبب تعاطي الكحول أو
المخدرات، أو نتيجة موقف يصعب التحكم فيه.
اليوم، أصبح من السهل إقامة علاقة بسبب التطور التكنولوجي ووجود
الإنترنت، مما ضاعف من إمكانية الوقوع في الخيانة الزوجية. فوجود وسائل التواصل
الاجتماعي اليوم يسهل الوقوع في علاقات تبدأ لمجرد التسلية وتنتهي بالخيانة.
عوامل شخصية تضاعف احتمالية الوقوع في الخيانة الزوجية
![]() |
عوامل شخصية تضاعف احتمالية الوقوع في الخيانة الزوجية |
عوامل الخيانة الزوجية لا تقتصر على العوامل المرتبطة بالعلاقة
الزوجية، بل قد تكون هناك تجارب شخصية وسمات تضاعف من خطر الوقوع في الخيانة،
ومنها:
لا يهم إن كان إدمان الكحول أو المخدرات، فإن هذا الإدمان
يؤثر بالفعل على اتخاذ قرارات صائبة.
الأطفال الذين تعرضوا للإساءة أو حضروا لواقعة الخيانة
بين الوالدين، قد يصبحون أكثر عرضة للخيانة في المستقبل.
كاضطراب المزاج ثنائي القطب أو اضطراب الشخصية
النرجسية.
الفرق بين الرجل والمرأة في دوافع الخيانة الزوجية
![]() |
الفرق بين الرجل والمرأة في دوافع الخيانة الزوجية |
رغم التشابه في العوامل العامة بين الرجل والمرأة في موضوع الخيانة،
لكن لا يمكن غض النظر عن وجود فوارق بينهما:
تبين بعض الدراسات أن الرجال أكثر ميلًا لفعل الخيانة من النساء،
خصوصًا في الفئات العمرية الأكبر سنًا، في حين أن النساء قد يكن أكثر قابلية
للخيانة في العشرينيات من العمر، لكن الرجال يصبحون أكثر ميلًا للخيانة مع تقدم
العمر.
الرجال يبحثون عن الجنس كدافع أبرز للخيانة، على عكس النساء اللواتي
يُقدمن على الخيانة بدافع الشعور بالإهمال أو عدم التقدير.
الرجال أكثر قابلية للتفريق بين العواطف والجنس، مما يؤدي بهم إلى
الدخول في علاقات جنسية دون الانغماس في علاقات عاطفية أعمق. على العكس، النساء
يحتجن إلى روابط عاطفية عميقة لتحقيق الرغبة الجنسية، وهذا يعني أن خيانة المرأة
غالبًا ما تكون بسبب عواطف قوية.
عوامل تدفع إلى الإخلاص في الزواج
![]() |
عوامل تدفع إلى الإخلاص في الزواج |
الإخلاص يتطلب جهدًا متبادلًا من طرف الشريكين، ويتأثر بعدة عوامل
أخلاقية ونفسية، ومنها:
مشاعر الحب وحدها غير كافية للمحافظة على الإخلاص في العلاقة، لكن الاحترام المتبادل بين الشريكين والعمل على بقاء الصورة مثالية أمام الجميع يساعد
بشكل كبير في تعزيز روابط الإخلاص بين الزوجين.
القيم الأخلاقية للزوجين:
الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية التي تدعو للإخلاص، يعد من أبرز
الدوافع الرادعة لسلوك الخيانة. الأزواج الذين يتمسكون بمبادئهم وقيمهم يكونون
دائمًا أقل عرضة للانزلاق في علاقة خيانة.
الحفاظ على السمعة:
بعض الأزواج يحافظون على الإخلاص لتفادي الفضيحة المجتمعية أو التأثير
المضر بصورة الأسرة.
الخوف من العواقب :
الخوف من ردة فعل الشريك أو عنفه في حالة اكتشاف علاقة الخيانة قد يكون عاملًا قويًا للإخلاص.
الخيانة الزوجية هي نتيجة امتزاج عوامل اجتماعية ونفسية ترتبط بالشخص
الخائن وبالعلاقة الزوجية. ورغم أن دوافع الخيانة بين الرجال والنساء قد تكون
متشابهة في بعض الحالات، إلا أن هناك فروقًا دقيقة تجعل كل جنس لأسباب معينة يميل
للخيانة. في المقابل، يُعتبر الإخلاص نتاجًا لمزيج من القيم الدينية والأخلاقية
والروابط العاطفية التي تحكم سلوك الأفراد داخل العلاقة الزوجية.